وما انفتاح ثقافات الشعوب على بعضها البعض سوى دليل على مدى اهتمام وحرص المجتمعات على الدور الذي يلعبه التمازج والتفاعل بين مختلف الثقافات في بناء وتنمية المجتمع والنهوض به، علما بأن التمازج الثقافي لا يُلغي قيمة وأهمية الجذور الثقافية لكل مجتمع، كما لا يمكن أن يلهي التلاقح الثقافي عن الأصول والمبادئ الخاصة بكل مجتمع.
وبينما قدمت هذه العوامل الحديثة فرصًا جديدة للتطور والانفتاح على العالم، فإنها فرضت أيضًا تحديات تتعلق بالحفاظ على الهوية الثقافية والتوازن بين القيم التقليدية والحديثة.
فالثقافة ليست مجرد مجموعة من القيم والعادات، بل هي الإطار المرجعي الذي يحدد كيفية تصرف الأفراد، وتفاعلهم مع الآخرين، ونظرتهم للعالم من حولهم.
- يمكن للشخصيات المحافظة أن تؤدي دورًا في الحفاظ على الهوية الثقافية في مواجهة العولمة والتغيرات الاجتماعية.
ظروف التنشئة الاجتماعية للفرد (التي تعتبر الثقافة جزء منها) تمكنه في اختيار الطريقة التي يتعامل فيها مع الآخرين فإذا كانت ثقافة المجتمع تدعو إلى الانفرادية فإن نشأة الفرد تعتمد على إنجاز المهام بمفرده، وعدم السعي لتكوين علاقات اجتماعية، والعكس صحيح إذا كان المجتمع يدعو للمشاركة والتفاعل الاجتماعي.
- بينما كانت القيم الجماعية تركز على الروابط الاجتماعية والمسؤولية الجماعية، أصبح العديد من الأفراد الآن يميلون إلى تحقيق ذواتهم بشكل فردي بعيدًا عن التأثير الثقافي التقليدي.
تلعب هذه العوامل دورًا حاسمًا في تشكيل القيم والمعتقدات الثقافية للأفراد وفي تحديد سلوكهم وتفاعلاتهم.
كل حركة في النفس أو الضمير إلا وتخضع لإرادة عليا هي إرادة العقل، فهو مناط التمييز بين الأشياء والحقائق، فبه نحكم على الأشياء حتى ولو كانت ذوقية. وبذلك كان الحكم على الجمال من اختصاص العقل، والانقياد الامارات له من مستتبعات النفس.
تغيير القيم والمعتقدات: يمكن للأفراد، من خلال تفاعلهم مع بعضهم البعض ومع بيئتهم، أن يساهموا في تغيير القيم والمعتقدات السائدة في ثقافتهم.
- في ظل العولمة، أصبح للأفراد تأثير أكبر في تشكيل الثقافة، حيث يمكن لشخصيات مؤثرة نشر أفكارهم عالميًا من خلال الإنترنت والإعلام.
- آخرون يدعمون التغير الثقافي ويسعون إلى إدخال أفكار جديدة تسهم في تحديث القيم والعادات الاجتماعية.
إن فهم العلاقة بين الثقافة والنمو النفسي أمر بالغ الأهمية لفهم السلوك البشري وتفسير التنوع الثقافي.
إضاءات لتقريب فقه الزكاة، الدكتور توفيق ابريز، "الحلقة الثالثة"
للمؤلفة سامية حسن الساعاتي، يناقش هذا الكتاب الحوار نور المستمر بين الثقافة والشخصية، ويستعرض منهج البحوث الثقافية، مع التركيز على مفاهيم الثقافة والشخصية والعلاقة الجدلية بينهما.